أخيرًا تخلصت من تضخم الغدة الدرقية... وبدون أي آثار جراحية
لم أكن أتخيل أن تضخم بسيط في الرقبة قد يؤثر على حياتي بهذا الشكل، لكن تجربتي مع تضخم الغدة الدرقية أثبتت لي العكس.
بدأ الأمر بإحساس بضغط خفيف في الرقبة عند بلع الطعام، ثم تطور تدريجيًا إلى صعوبة في التنفس أثناء النوم، وصوت مكتوم عند الحديث، إلى أن أصبحت أشعر وكأن شيئًا يضغط على حنجرتي باستمرار.
بعد زيارات متعددة للأطباء، تأكدت أنني أعاني من تضخم الغدة الدرقية الحميد، لكنه متقدم لدرجة تتطلب تدخلًا طبيًا، فبدأت رحلة البحث عن بديل للجراحة، إلى أن وصلت إلى الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية، وكانت هذه بداية التحول.
مضاعفات تضخم الغدة الدرقية:
خلال جلسة التقييم الأولى، شرح لي الدكتور أسامة أن مضاعفات تضخم الغدة الدرقية قد تصبح خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، وتشمل:
- الضغط على القصبة الهوائية، ما يؤدي إلى ضيق التنفس.
- صعوبة في البلع بسبب ضغط الكتلة المتضخمة على المريء.
- بحة في الصوت بسبب ضغط الغدة على الأحبال الصوتية.
- تغير في شكل الرقبة وظهور تورم واضح ومحرج.
- في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر على وظيفة القلب بسبب اضطراب الهرمونات.
وكانت هذه المضاعفات سببًا في قراري بالتدخل، لكنني كنت خائفة من الجراحة التقليدية ومضاعفاتها المحتملة، خاصة مع أنسجة الرقبة الحساسة.
هل تضخم الغدة الدرقية يسبب الاختناق؟
سألت هذا السؤال كثيرًا، وكنت أعيشه كل ليلة حرفيًا. وأكد لي الدكتور أسامة حتة أن تضخم الغدة الدرقية قد يسبب الاختناق فعليًا، خاصة في الحالات التي تتمدد فيها الغدة إلى الخلف (تضخم رجعي)، مما يضغط على القصبة الهوائية.
في حالتي، كان التضخم يسبب ضيقًا في مجرى التنفس أثناء الاستلقاء، وهو ما جعلني أستيقظ كثيرًا في منتصف الليل وأنا أتنفس بصعوبة، بالإضافة إلى بحة مستمرة في الصوت.
كل هذا جعل التدخل بالأشعة التداخلية هو الحل الأمثل لتقليل حجم الغدة دون جراحة أو مخاطر.
تضخم الغدة الدرقية عند النساء:
كأنثى، كانت معاناتي مضاعفة. فمن ناحية، يُعد تضخم الغدة الدرقية عند النساء أكثر شيوعًا بسبب التغيرات الهرمونية، والحمل، والرضاعة. ومن ناحية أخرى، فإن شكل الرقبة الخارجي يهمني كثيرًا، وكان التورم واضحًا ويؤثر على مظهري وثقتي بنفسي.
وقد طمأنني الدكتور أسامة حتة أن الإجراء التداخلي لن يترك أي ندبات، ولن يؤثر على وظيفة الغدة أو توازن الهرمونات، وهو ما طمأنني جدًا.
علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية:
تم تحويلي لإجراء علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية باستخدام تقنية التردد الحراري (RFA)، وكان الإجراء بسيطًا للغاية، فقد:
- تم باستخدام التخدير الموضعي فقط.
- تم إدخال القسطرة التداخلية بدقة إلى مكان العقدة المتضخمة.
- تم توجيه طاقة التردد الحراري لإحداث انكماش تدريجي في نسيج الغدة المتضخم.
وقد استغرقت العملية أقل من ساعة، وخرجت بعدها في نفس اليوم.
المميزات التي لمستها من أول أسبوع:
- انخفاض واضح في حجم الغدة.
- اختفاء شعور الضغط والاختناق.
- لا أثر لأي جرح أو ندبة في الرقبة.
- استمرار وظيفة الغدة بشكل طبيعي دون تغيير في الهرمونات.

هل يمكن أن تعود الغدة للتضخم بعد العلاج؟
كان من أكثر الأمور التي شغلت تفكيري بعد الإجراء هو احتمال عودة التضخم مستقبلًا، لذلك سألت الدكتور أسامة حتة بوضوح: "هل يمكن أن تعود الغدة للتضخم بعد العلاج بالتردد الحراري؟"
وكان الرد مطمئنًا جدًا: في الواقع، إن احتمالية عودة الغدة الدرقية للتضخم بعد العلاج بالتردد الحراري ضئيلة جدًا، خاصة إذا تم العلاج في مرحلة مبكرة، وتم استهداف العقد النشطة بدقة. وأوضح لي الدكتور أسامة حتة أن من العوامل التي تقلل احتمالية التكرار:
- التشخيص المبكر والدقيق.
- اختيار الحالات المناسبة للعلاج غير الجراحي.
- التزام المريض بالمتابعة والفحوصات الدورية.
- التحكم في أي عوامل قد تؤدي إلى تحفيز العقد مرة أخرى، مثل اضطرابات الهرمونات أو نقص اليود.
بالنسبة لي، وبعد مرور أكثر من 6 أشهر، لم تظهر أي علامات على عودة التضخم، والنتائج مستقرة تمامًا.
نسبة نجاح العلاج بالتردد الحراري مقارنة بالجراحة التقليدية:
سألت نفسي كثيرًا: هل العلاج بالتردد الحراري فعال فعلًا مثل الجراحة؟ وهل النتائج تستمر؟
وقد أجابني الدكتور أسامة حتة بمنتهى الوضوح أن نسبة نجاح علاج تضخم الغدة الدرقية الحميد بالتردد الحراري تصل إلى 90–95%، خاصة في العقد الحميدة والمحددة الحجم، وهي نسبة تقارب النتائج الجراحية، دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
مقارنة سريعة:
- التردد الحراري: نتائج فعالة، بدون جراحة، لا يؤثر على وظيفة الغدة، لا يترك أي أثر تجميلي.
- الجراحة التقليدية: فعالة أيضًا، لكنها أكثر تدخلاً، وقد تتطلب إزالة كاملة أو جزئية للغدة، مع احتمالية حدوث اضطرابات هرمونية لاحقًا.
وبناءً على حالتي، كانت التقنية التداخلية هي الخيار الأمثل، حيث حصلت على نتيجة ممتازة بدون ألم، وبدون الحاجة إلى أي دواء دائم أو فترة نقاهة طويلة.
خلاصة تجربتي:
لم أكن أصدق أنني سأخرج من هذه المعاناة بدون جراحة، بدون غرز، وبدون فترة نقاهة طويلة. لكن بفضل خبرة الدكتور أسامة حتة، وتجربته الواسعة في علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية، استطعت أن أستعيد راحتي النفسية والجسدية في وقت قصير. لذلك أنصح كل من يعاني من تضخم الغدة ولا يريد جراحة أن يفكر جديًا في هذا الحل الآمن والفعال. ومع د. أسامة حتة، لم تكن التجربة طبية فقط، بل كانت إنسانية ومطمئنة في كل خطوة.